Categories
Month: April 2021
Categories
( مورينهو الفيلم ) فيلم رائع على قناة RMC1…
كنت ديما معجب بيه …وخا عندي گوارديولا هو طوب…لكن سبيشال وان عندو مكانة ديالو….انسان خلق للتحدي …انسان كيبغي يربح ….كيأمن بفريق ماشي بنجم…
تعذب بزززاف باش بثبت للعالم انه مدرب ليس مجرد مترجم كيدوي 5 لغات كان ديما في ظل مدربين كبار …خلق حوله هالة ديال سحر و جاذبية …رجع من لعابة مغمورين نجوم…
انسان عندو نظرة ديال للعبة …للحياة….وخا يكون غالط …عمرك تسمعها منو….كيتحمل مسؤولية ديالو …وخا يعرف يمشي فحالو….لكن باش يقول لك انا غالط …واش انا مسطي …انا راه جوزيه سبيسل وان …
في هذا فيلم …بينو ان مورينو رغم انجازات كلها …بقى ليه تدريب برشلونة غصة في حلقو حيث هذاك كان حلم ديالو …هو كيعتبرهم سرقو منو هذا حلم هو في عز قمة ديال عطاء ديالو…لي كان سبب هو كرييف لي صافي تا كلشي تافق على جوزيه بما فيهم لابورطا…
دخل كرييف قال لبورطا انا عندي بديل افضل …ما توقعش مع جوزيه ….وقع مع بيب گوارديولا راه قام بعمل كبير في لماصيا…
مورينهو يعتبر انه سرقو منو تدريب برشلونة ديك ليلة…خصوصا انه دوز سنوات في برصا …عندو تصريح شهير هو مساعد مدرب مني ربحو كوبا دي ري ..في ساحة جماهير كتحتفل في برشلونة شد ميكرو :
قال ليهم ما رأيكم لو اصبحت مدربا للبرشلونة اعدكم انه سنلتقي هنا ليس للاحتفال بكأس ملك بل بعصبة الابطال ..
هنا سؤال مطروح رغم نجاح باهر ديال گوارديولا مع برصا احراز جوج القاب عصبة ابطال …رغم ذلك و بمستوى كبير لي كان عندنا برصا كان خاص تكون ربحت كثر من جوج بديك تشكيلة لي كانت في قمة عطاء…واش لو كان جوزيه ما كانش ممكن مثلا تكون برصا اكثر براگمتيك تربح گاع القاب ديال ديك حقبة …مجرد سؤال …
كنحشم ملي كنضغط على التلامذ كثر من القياس، أمام الضغط النفسي اللي عليهم مع اقتراب الامتحانات، والسهض اللي كيجيب التراخي والإرهاق، خصوصا فالحصص ديال مورا الغدا، زد عليها -دبا- رمضان، وغالبيتهم كيسهر حتى يتسحر، وينعس مع دك الربعة وربع، ولا ونص، باش يفيق مع التمنية، يقرى مع وربعين، والا كات بعيد، هضرة اخرى، وكيجي خاري القوى، مستنزَف الطاقة، ومرهَق، ويكمل عليه ضغط المقرر اللي خاصو يكمل رغم ضخامته، والمرسوم الوزاري كيقول الفروض الأخيرة كاين فالأسبوع ما قبل الاخير من ماي، مع هاد الظرفية د كورونا اللي خلقات أزمات، هضرت على جزء منها فمنشور سابق.
ومورا الفروض -د جميع المواد- نيشان، غايدوزو الامتحانات الجهوية والوطنية.
أقسم بكل الآلهة التي يؤمن بها كل البشر فالأرض وفالسماء، وفالبر والبحر، وأقسم بالعقل والتجربة المادية اللي كيآمنو بها غيرهم باش كلشي يبقى بخاطرو، إلا هاذ التلميذ المغربي مقهور ومظلوم بزاف.
فالعربية بوحدها، كيقرا التلميذ فالمرحلة الثانوية التأهيلية جميع النظريات الادبية والنقدية اللي توصل لها الانسان عبر تاريخه الطويل فالأدب والنقد؛ كيقرا الشعر القديم، والشعر الحديث، كيقرا النثر القديم (المقامة، ادب الرسالة، المناظرة، الخَطابة…)، والنثر الحديث (الرواية، القصة، والمسرح)، والشعر القديم من العصر الجاهلي لعصر النهضة، مرورا بالعصور الاسلامية والاموية والعباسية، والشعر الاندلسي والمغربي، والشعر الحديث، وكيقرا كل ما يرتبط بها من نقد قديم انطباعي تذوقي، ونقد حديث كيستند لأسس ونظريات علمية، بحال علم الاجتماع، وعلم النفس البنيوي، واللسانيات، وعلم التاريخ، ونظريات التلقي، ونظرية الاجناس الادبية، وغيرها. زد عليها مهارات كثيرة، بحال كيفاش يكتب الشعر، ويلخص كتاب ولا نص،وكيفاش يكتب قصة، ومسرحية، وتقرير، ونص حجاجي، وغيرها، ونزيدوها عرام د دروس فعلم النحو، والبلاغة، والبيان، وعلم العَروض…
وإلا جيت نزيد نوضح، غايضركم خاطركم.
هادشي غير فالعربية. ونشوفو اش كيقرا فالفلسفة، والتاريخ، والجغرافيا، والاسلاميات، والفرنسية، والانجليزية، و اش كيقرا فالرياضيات، والفيزياء، والكيمياء، والترجمة الا كان علمي، و اش كيقرا فعلوم الاقتصاد والتدبير الا داير هاذ التخصص.
وزد عليها كل استاذ كيعطيه التحضيرات والتمارين وعروض، وتابعينو دروس وملفات كيوصلوه فالواتساب فإطار التعلم عن بعد، مع الجايحة د كوفيد.
هذا جانب صغير باش انا متأكد باللي تعليمنا مسكين مزال غارق فالكم، ومزال مغرَّق معاه مستقبل بلادنا. يعني تعليمنا كيطبق الآية القرآنية “كمَثل الحمار يحمل أسفاراً” فالنظرة ديالو للتلميذ.
Categories
تجربة شخصية
عام 2021، إلى حد الآن، شكل بالنسبة لي العام اللي اتخذت فيه قرارات كثيرة، أهمها:
1. تنقية محيطي الشخصي، فابتعدت عن عشرات الأشخاص اللي كنت كنعتبرهم أصدقاء وعشران، بعدما دقَّقت فتعاملهم معاي بمنطق ”الربح والخسارة”، ولقيت باللي خاسر معاهم، مادياً ومعنوياً، وباللي غالبيتهم كنت بالنسبة لهم “مجرد وسيلة” لمتعتهم الشخصية، وملاذاً لهم، يلوذون به، فراراً من هزائمهم، وفراغهم. إضافة لسلبيتهم اللي استنزفت طاقتي الإيجابية بزاف، زد عليه أن بعضهم متعدد الأوجه.
وهادشي مكيعنيش أنهم خايبين، وباللي أنا زوين، وإنما كيعني أنني اتخذت قرار كنشوف فيه راحتي، سوا كان قرار غالط، ولا صحيح، فنظرهم. مهم فيه سلامي الداخلي.
2. ابتعدت فيه عن وسائل التواصل الاجتماعي، وولا ارتباطي بها قليل بزاف، خصوصاً الفايسبوك، وولات علاقتي بها لا تتجاوز بعض السطوريات اللي كنلوح فالواتساب والانستغرام، واللي مكتاخدش من وقتي -فالنهار كامل- حتى جوج دقايق، وإلا زدت لها التصفح د داكشي اللي لاحوه الناس، نقدر نوصل لنصف ساعة على طول اليوم، حيت داكشي كامل اللي كنت كننشر، سوا كتابة، أو صوتا وصورة، وعلى الرغم من أنني درت به بلاصتي -كصديق افتراضي- وسط آلالاف الناس، من كل أنحاء المغرب وخارجه، واللي كيعبرو عن حبهم لي، واحترامهم لآرائي ولمواقفي عبر تعليقاتهم، ولا رسائلهم فالخاص، ورغم علمي باللي بزاف منهم كيستافد من شحال من حاجة كننشرها، بشكل مباشر، أو غير مباشر، ولكنها كانت وسائط تواصل تستنزف طاقتي، وتمتص جهودي، وكتاخذ من وقتي، وخا هو أصلا شايط، على حساب أمور أخرى ممكن تكون أهم؛ بحال القراءة مثلا اللي هي أكبر متضرر، حيث إن مقروئي في السنوات العشر الأخيرة، لا يتجاوز بضعة كتب معدودة برؤوس الأصابع، بعدما كنت كنقرى ما بين 50 حتى 80 كتاب فالعام، بلا منحسب المقالات التحليلية، والتقارير والتحقيقات الصحفية، والبحوث العلمية المنشورة فالمجلات المختصة، اللي كنت كنقراها بنهم شديد.
3. وفهاد العام، كذلك، غيرت طريقتي فالتعامل مع خدمتي؛ فقبل 2021، كنت كنحرق بزاف أعصابي باش نغير عقلية التلامذ المليئة بالإحباط، ونعاونهم يكونو إيجابيين فحياتهم، وكان كيبقى في الحال ملي كنشوف شي تلميذ مكايجيبش مزيان فقرايتو عامة، وفالمادة اللي كنقري خاصة، وكاندير المستحيل باش يكونو متميزين. ولكن لقيت باللي كنطحن بزاف من طاقتي، بحال إلا غادي نخدم غير 10 سنين، فحين أنه مزال قدامي 30 أخرى، وميمكنش نحرق طاقة 30 عام فعاميْن، ولا 7 سنين.
فوليت كاندير الواجب ديالي بأقصى جهد نقدر عليه؛ ولكن اللي معندوش سوق، مغانحفيش معاه الحجرات ديالي كاملة، واللي معندو سوق، مخاصنيش نهز له الهم بحال إلا أنا اللي والدو، وبحال إلا هو مسؤوليتي، حيت اكتشفت باللي داك الهم اللي كنهز لتلامذ سلبيين، كيستنزفني بزاف.
لذلك، باش نحافظ على طريقتي واستراتيجياتي فالعمل فميدان التعليم، وفنفس الوقت مستنزفش راسي، بقيت محافظ على فلسفتي اللي كتعتمد -أساساً- على تكوين المتعلم/ة على النظر للحياة بعين العقل، وعلى امتلاك حس نقدي يقدر به يرسم مسارو باختيارو، وعلى تعليمه كيفية التعامل مع الخطابات الإنسانية، وتحليلها وتفكيكها، ارتباطا بمادة التخصص، وكيفية الاشتغال بآليات التفكير العقلاني الرزين، وعلى غيرها من قيم كبيرة، وطرق علمية رصينة، وفنفس الوقت، مغانعذبش راسي، ونكون مهموم بسبب تلامذ لا يهتمون، ولا يرغبون في التعلم.
وحافظت على روحي الإنسانية اللي كتخليني نعطي من وقت فراغي لهم، بحصص دعم، وتأطير مستمر فأنشطة تربوية موازية، وفق تنظيم مؤسساتي دقيق، متمثل فنادي أسستو من نهار حطيت رجلي فمؤسسة الاشتغال، كيكرس عمل الفريق، وروحه.
وحاليا، بعدما وفرت بزاف د الوقت، وليت كنعيش فوضى، بسبب الفراغ الكبير، وكنعيش معركة إعادة ترتيب هاد الفوضى، باستعادة شغف القراءة، وتنظيم الكتابة، حيت ماشي ساهل ترجع لعادات قديمة بروح جديدة ناضجة، بعد صراع التخلي عن عادات جديدة تتميز بالسهولة والإغراء.
وملي ننجح فهاد التجربة، نتقاسم معكم الخطط العملية اللي خدمت بها.
Categories
مقاطعة “قفة رمضان”
لستُ أعرف إن كان من حقي دعوة المغاربة إلى مقاطعة “قفة رمضان”، رغم فقرهم، وحاجتهم إليها؛ ففي طريقة توزيعها إذلال لهم، وإهانة لكرامتهم الإنسانية.
إن التكافل الاجتماعي معمول به في دول العالم كله، متقدمها ومتخلفها، ولكن الشكل الذي تتم به في بلادنا مُهِينة للكرامة، حاطَّةٌ بالإنسانية. لذلك وجبت محاسبة من أخرجوها بهذا الإخراج الحقير، وإعادة النظر فيها.
وتبقى غايةُ الغايات، هي التوزيع العادل للثروة، بدل استحواذ فئة قليلة على أقساط خيالية من ثروات الوطن، وعيش الغالبيةِ العظمى الذلَّ والمهانةَ، إلى جانب الفقر والحاجة.
ولعن الله الفقر، وأحرق مسببيه في عذاب السعير.
Categories
رجل في الحداثة و أخرى في التقليد
يمتاز المغرب كباقي البلدان التي تضع رجل في الحداثة و أخرى في التقليد، بنظام اجتماعي و سياسي هجين، يزاوج بين شحال من حاجة، من بينها القانون و نظام بنت الكوميسير..هذا الأخير سابق عن القانون، و شكل الدول الحديثة، و قيمة المساواة التي لم يعرفها المجتمع المغربي الا بعدما أطل علينا الإستعمار برأسه و رسالته الحضارية التي كان يستخدمها لقضاء أشياء في نفسه..بنت الكوميسير ليست حادثا عابرا، بل هي الأس الذي تنبني عليه الدولة المغربية و مجتمعنا الحبيب، البنيوية الكوميسارية..تصور شمولي، يبدأ من قمة هرم الدولة، يوقر صاحب هاته البطاقة، وينتهي عند أبسط موظف الذي أوصاه إبن عمة فلان عن فلان لكي يمنحه شهادة الحياة دون أن يشد السربيس،وقد تمر بالفرملية التي اوصتها جارتها عن فلانة التي ستلد برهوشا الاسبوع المقبل، و علان الذي يركب في الطوبيس فابور لأن إبن خاله كنترول في شركة النقل..البنيوية الكوميسرية، أو كما يسميها جاك بيرك، نظام الأعيان، نظام تراتبي أوليغارشي، تسود فيه علاقات هيمنة، تنظمها و تحكمها انتماءات قبيلة و زاوياتية و طبقية، سابقة عن كل أشكال الإنتماء الحزبي او الايديولوجي..الخ..فالكوميسير ليس رتبة شرطي، بل صفة كل شخص يمتاز برأسمال اجتماعي وعائلي واقتصادي، وقناة للتعبئة والوساطة بين الإدارة والناس، تجعله يعتلي مرتبة مهمة داخل المجتمع..فقد يكون رجل سلطة، فقيه، طبيب، أستاذ، أو حتى رب الأسرة ..كل يتصرف وفق بنية ذهنية موحدة، طبٌع معها الجميع، ويعيد إنتاجها، حسب مايسمح له به، وضعه المادي و الإعتباري..فالقائد الذي سمح لإبنة الكوميسير بالمرور، لم يفعلا شيئا، الا الخضوع لنظام و بناء ذهني و نفسي يؤمن به، سواد المغاربة..و إخضاعة للتحقيق، ليس الا در للرماد في العيون، وخضوع، ومس بأحد ركائز النظام و المجتمع المغربي..فلان ديالنا!..فكلناا كوميسير و كلنا بنت كوميسير..ونتمنى إطلاق سراح القائد و إعادته لوظيفته، و الإعتذار منه..بل علينا أن نرفع أكف التضرع الى البارئ تعالى جده، في هذا الشهر الفضيل، لعله يرضى و يقبل إعتذارنا.
إن التعليم عن بعد أسلوب لا أحد سينكر أهميته في التعليم والتكوينِ، من الناحية النظريّةِ، فيما أظُنُّ. غير أن المشتغل في ميدان التدريس يدركُ مدى صعابِه، ومشقة الاشتغال به نمطاً تدريسِياً أجبرَ الجبروتُ كورونا الدولَ على اعتمادِه كوسيلة لضمان تعلم الإنسان، وعدم توقف مؤسسة المدرسة وشللِها. ولعله وسيلةٌ، أيضاً، لإنقاذ الموسم الدراسيِّ من الضياع، وإنقاذ الدولة من ثِقل صَرف مبالغَ طائلةٍ على آلاف الموظفين الذين سيتعطلون عن العمل لتوقيف الدراسة، وإغلاق المدارسِ، لكن جيوبهم لن تتأثر، فيكونون بذلك مستفيدين من أموال كبيرة مقابل “لا شيء” قدموه للدولة والوطن، في عز أزمة ضاريةٍ. كما أن استمرار شلل المدرسة، في الموسم الحالي، سيعني أن المكتبات لن تبيع ولو كتاباً مدرسياً واحداً، ولا دفتراً، ولا مقلمة، ولا أقلاماً، فمن يأبه بتلك الكتب ذات الحجم الكبير، والسُّمكِ العريض، والدروس الكثيرة، وقد أنقذه الفيروس من هولِها؟
هكذا يتساءل لسان حال غالبية التلاميذِ. أما ذويهم، فقد أنقذهم التاجي الغاشمُ من مصاريف مرهِقةٍ، فصار يبدو له فيروساً ملكياً رحيماً بهم، رفيقاً بقلة ذات يدهم.
غير أن ذلك لن يُعجِب رجال الأعمال الذين ستتضرر مصالحُهم، ودُورُ نشرهم، ومطبعاتُهم ومكتباتهم، ولن يقبلوا بذلك الضرر.
بهذا المنطقِ؛ منطقِ الاقتصادِ، فيما يبدو لي، تم إقرارُ نمطِ التعليم عن بعدٍ.
إن المتعلمَ لا يتوقف عن قراءة العشرات من الرسائِل التي تردُه من مجموعاتٍ “واتسابيةٍ” كثيرةٍ، كلها تحمل اسم المواد التعليمية التي يدرسُها؛ كأن تجد لدى متعلمٍ في شعبة الاقتصاد، مثلا: م. الفلسفة، م. العربية، م. الاقتصاد، م. التدبير والتسير، م. الانجليزية، م. الإسلاميات، م. الرياضيات…
ومن كل مجموعة، من هذه، وغيرها، تصله الدروسُ من مُدرِّسيه، بصيغ مختلفة: word، pdf، رسالة خطية، روابط لمقالاتٍ تحليلةٍ، أو تمارينَ مصححةٍ، أو دروسٍ مبسطةِ الشرح، منشورة في مواقع الكترونية تعليمية، أو على اليوتوب.
يَتُوه المتعلمُ بين أشجار هذه الغابة الكثيفة بالوثائق والمعلومات، فيصير انتقاد الكثيرين لضخامة المقررات، وفشل نظريات التلقين التي ما تزال ساريةً في الممارسة التعليمية، انتقاداً مضاعَفاً، فالمتعلم غير قادرٍ على استيعاب ما يُبنى من معارف قليلة في حصة دراسية صفية تفاعلية، فكيف يستطيع فهمَ هذا الحجم الهائل من المعارف التي يتلاقاها عن بعد، ويستوعبها بمفرده؟ كيف يستطيع تكوين ذاتِه، وهو لا يمتلك آليات ذلك التكوين؛ فالمدرسةُ المغربيةُ منشغلةٌ بالمعارف والمدارك، كماً لا كيفاً، غافلةٌ عن المهارات، وقد عجزت الأندية التربوية عن فعل ذلك بسبب العزوف عن الاشتغال فيها. وذلك موضوع آخر يطول.
لذلك، فإن المتعلم لا يقدر على شيءٍ مما يُطلَب منه، وهو يعيش وسط أسرة لا تتابع ما يفعل، ولا تواكب دراسته، ولا تمد له يد العون، وكيف تفعل ذلك، وجل المغاربة يقاتلون خارج بيوتهم لصد هجومات الفقر، وكسب قوتِ اليوم؟ ناهيك عن أمية فئة عريضة، كما تؤكد الإحصائيات. ويُسْهِم موقفُ آخرين من المدرسة المغربية في تركيب الإشكال.
والمتعلمُ الذي نتحدث عنه يتراوح عمره بين سبعٍ وسبعَ عشْرةَ سنةً، فهل تكوَّن على كيفية استعمال الهاتف المرتبط بشبكة الأنترنيت استعمالاً آمناً؟ وهل تعلَّم كيف يستطيع البحثَ، والقراءةَ والتحليلَ؟ وهل يملك مهارات تنظيم وقت فراغه بين متابعة دراسته بالاشتغال عن بعد، والتواصل مع أصدقائه، واللعب، والتنزه في حدائق مواقع التواصل الاجتماعي؟
كلها أسئلةٌ تضع جدوى التعليم عن بعد في مأزِقٍ، وتجعل الكثيرين غيرَ مطمئنين لما ستؤول إليه النتائج على المَدَيَات الثلاثةِ.
Categories